البراجماتية
أ- تعريف البراجماتية
إن البراجماتية اسم مشتق من اللفظ اليوناني
براجما (pragme) وتعني "العمل ". وعرفها قاموس ويبستر
العالمي (Webster) بأنها تيار فلسفي أنشأه شارلز بيرس (price) ووليام جيمس (William James) يدعو إلى أن حقيقة كل المفاهيم لا
تثبت إلا بالتجربة العلمية ". إن مصطلح البراجماتية من المصطحات
التي تصعب ترجمتها حرفيا إلى اللغة العربية, وقد اختلاف علماء اللغة في تحديد
مقابلها في اللغة العربية, فقد أطلق عليها البعض اسم المقاميّات[1] وأطلق عليها البعض الآخر اسم علم
الرموس[2]
ومنهم أطلق عليها التداوليات أو الماجريات.
للحصول على أحدث مستوى في علم اللغة، البراغماتية هو المستوى
الذي يأخذ في الاعتبار البشر ومستخدمي اللغة. ويجايا (1996:1) تنص، على النقيض من
هذه الدراسة الصوتية، والصرفية والنحوية، والدلالية في البنية الداخلية للغة،
البراغماتية هي فرع من فروع علم اللغة الذي يدرس هيكل خارجي من اللغة، وهذه هي
الطريقة وحدة اللغة التي يتم استخدامها في مجال الاتصالات. وكشف موريس Morris كما المنشئ من
الدراسة الميدانية الأولى التي البراغماتية هي فرع من فروع الدراسات السيميائية أن
العلاقة بين العلامات والتفسير.
يعود إلى الاستخدام الحديث للمصطلح " البراجماتية"
إلى عام 1938 عندما استخدمه الفيلسوف تشارلس موريس Charles Morris. وكان موريس
معنيا برسم الخطوط العريضة لعلم الرموز أو
العلامات أو السيموتية. وفي السيموتية قام موريس بالتفرقة بين ثلاثة فروع مختلفة,
وهي:
1.
علم تركيب الجملة Syntactics (دراسة تركيب الكلام) باعتبارأنه دراسة العلاقة
الشكلية بين الرموز أحدها بالآخر.
2.
علم الدلالة Simantics باعتبار أنه دراسة علاقة الرموز بالأشياء التي
تشير إليها.
وقد شرح اللغوي لفينسون مجال كل من
هذه الفروع الثلاثة فيقول إنه إذا كان علم التركيب الجملة يبحث في كيفية ارتباط
الكلمات بعضها ببعض, وإذا كان علم الدلالة يختص بدراسة المعنى, فإن البراجماتية
تختص باستخدام اللغة من وجهة نظر وظيفتها, بمعنى إنها تحاول أن تفسير أوجه
التراكيب اللغوية بالإشلرة إلى عوامل غير لغوية. ولذا, أن البرتجماتية والسيموتية
لا تختلف, فالبراجماتية هي علم الرموز أو السيموتية وهي دراسة الرموز اللغوية وغير اللغوية.
ويرى مسعود أنّ البراجماتية أو
التداولية هي علم جديد للتواصل الإنساني يدرس الظواهر اللغوية في مجال الإستعمال
ويتعرف على القدرات الإنسانية للتواصل اللغوي، ومن هنا تكون جديرة بأن تسمى علم
الاستعمال اللغوي[4].
ب- مباحث في البراجماتية
قد علمنا أن البراجماتية أو
المقاميّات أو التداوليات هي تقسير نص ما
نفسيرا شاملا يجمع إلى جميع المكوّنات اللغوية الداخلية له القرائن الخارجية
المصاحبة التي تؤثر تأثيرا واضحا في تحديد دلالته الدقيقة, وهي بهذه التصور قريبة من القول
المأثور في البلاغة العربية "لكل مقال مقام ولكل مقام مقال" أي أنها
بدراسة :
-
الأفعال الكلامية Speech
Act
- السياق konteks
-
الموقف Situation
- الحدث الكلامي Speech Event
وفي
البراجماتية مباحث, منهم: الحدث الكلام Speech Event والفعل الكلام Speech Act والتضمينات Conversation Alimpticatre والإفتراضات المسبقة Pressuposition
و كلمات إشارية Deiksis . [5]
1.
الحدث الكلام Speech Event
يقصد بالحدث الكلامي هو علمية حدوث
التقاعل اللغوي لإحداث الأصوات الكلامية لتكوين كلمات أو جمل لنقل المشاعر
والأفكار من المتكلم إلى السامع.
وزاد
بعضهم أن تحديد معنى الحدث الكلامي يحتاج أيضا إلى معرفة سياق المواقف الذي دار حوله
الحديث, ومن عناصره:
1)
الكلام الفعلي, أي الذي دار خلال الموقف.
2) طبيعة المتكلمين، أي مَن هم
هؤلاء المتحدثون الذين دار بينهم الحديث ومعرفة كل واحد منهم، هل هو مدير يخاطب
أحد موظفيه أم أب يكلّم ابنه أم طالب يحدث صاحبه.
3) طبيعة الأشياء المتحدَّث عنها، يعني الكلام يدور
عن ماذا؟ مثل قول شخص لزميله:"هل حضرتَ الورقة؟" فيجيب: "الوقت
غير مناسب". فيبدو أن الجواب هنا لا يناسب السؤال ولكن لو عرفتَ
المتكلمين وطبيعتهم وطبيعة الشيء المتحدّث عنه لفهمتَ الكلام.
4) الأفعال المصاحبه للكلام، يجب أن ترى المتكلّم
أو يوصف لك كيف كان يتكلّم، هل كان يبدو على ملامحه الغضب أو المرح أو الرضا أو
الضجر أو المزاح. لا بدّ أن ترى التعبيرات المصاحبة للكلام على وجه المتكلم.
5) زمن الكلام، أي وقت كان وقت الكلام مثل جوابك
لمن أراد أن يسكب لك "عندي موعد فالساعة الرابعة...إن القهوة تطرد
النوم" قإن قلت هذا ولم يبق بينك وبين هذا موعد إلا ساعة فأنت تريد
المزيد من القهوة، وإن قلت هذا بينك وبين موعدك أربعة ساعات فيفهَم من كلامك أنّك
لا تريد المزيد.
2.
الفعل الكلام Speech Act
يقصد
بالفعل الكلامي هو القيام بعلمية إحداث الأصوات الكلامية لتكونين كلمات وجمل لنقل
المشاعر والأفكار من المتكلم إلى السامع. وله ثلاثة جوانب[6]:
أ-
الفعل
الصوتي Locutionary Act (Lokusi) وهو مجموع
الأصوات والكلمات التي نسمعها عندما نقول شيئا له معنى معيّن.
ب-
أثر
الفعل الصوتي على السامع Perlocutionary Act
(Perlokusi) .
ج- الفعل المقصود من القول Illocutonary
Act (Ilokusi) ويقصد به القيمة الإجتماعية للقول، أي
كيف يفهمه الآخرون.
مثال:
قال
أحدهم لآخر : "آسِف، لم
أستطيع الحضورَ لظَرفٍ طارئٍ"
-
الفعل الصوتي : الجملة التي
سمعناها وهي جملة خبرية.
-
أثر الفعل : قد يقول المستمع: "لا بأس" أو "كنّا نحبُّ أن
تكونَ معنا"
أو
"لقد افتَقَدنَاكَ" وقد يهز رأسه دون أن يقول شيئا.
-
الفعل المقصود :الاعتذار.
3.
التضمينات Conversation Alimpticatre (implikatur)
التضمينات هي إمكانية أن يعطى المنطوق
أكثر ممّا يقول بالفعل، أي أكثر ممّا يتمّ التعبير عنه حرفيا عن طريق المعنى
التقليدي للتعبيرات اللغوية المنطوقة. ومثل أن يقول شخص لآخر:
الأمّ : مُلئتْ المزبلة.
البنت : انتظر، ما زلت أقرأ الجريدة.
ففي هذا المثال لا تأمر الأمّ البنتَ برمي
الزبالة مباشرة، ولكن البنت فهمتْ أن
الأمّ تأمرها أن ترمي الزبالة. ونتصوّر من جواب البنت أنه سترميها فور انتهائه من
قراءة الجريدة.
4.
الإفتراضات المسبقة Pressuposition
يقصد بالإفتراضات المسبقة Pressuposition هنا هي
المعلومات الإضافية الكامنة في المنطوقات.
ومثل في العبارة الإستفهامية التالية:
"كم عمرك ابنك الأصغر؟"
فهذه العبارة تقضي أن المسؤول أبناء
أكثر من واحد.[7]
5.
كلمات إشارية Deiksis
المقصود بالكلمات الإشارية Deictic هو الكلمات
التي تشير إلى أو تحدّد فردا معينا أو مكانا معينا من بين مجموعة متجانسة من
الأفراد أو الأمكنة وترتبط ارتباطا وثيقا بسياق المتكلم، مثل قول رجل لآخر: "سأنتظرك
هنا غدا". فالكلمة "هنا" في الجملة السابقة تشير إلى مكان
الحدث الكلامي، وكذالك كلمة "غدا" تشير إلى يوم بعد يوم الحدث الكلامي.[8]
أ-
البراجماتية
وعلاقاتها بغيرها من المجالات
البراجماتية تطبيقات محتملة في المجالات التي
تنطوي على كيفية فهم المنطوقات. وتضم هذه المجالات بعض المجالات التي لا تغني
بصورة مباشرة بالمشكلات العلمية، مثل دراسة البلاغة والأدب. غير أن هذه المحالات
تضم أيضا مجالات تهتمّ بصفة أساسية بحل مشكلات الاتصال، وهي المجالات التي يحتمل
أن تكون تطبيقات البراجماتية فيها ذات أهمية علمية مباشرة. هنا أربعة مجالات على
وجه الخصوص تبدو واعدة في هذا المضامر، وهي:
1.
علم
التتطبيقي وهو النظرية الخاصة بتعليم اللغات الأجنبية أو الثانية، والممارسات
الخصة بها.
2.
التفاعل
بين الإنسان والآلة وهو دراسة الصعوبات التي يمرّ بها الإنسان في تعامله مع
الحاسبات الإلكترونية.
3.
دراسة
الصعوبات الاتصال في التفاعل وجها لوجه.
4.
دراسة
الصعوبات الاتصال التي تشأ عندما لا يكون الاتصال
وجها لوجه (الاتصال البعد).
وفي
هذه المجالات الأربع, فإن تطبيقات البراجماتية تعدّ بالحد من المشكلات الاتصال[9].
بشكل عام، يمكن الاستنتاج بأن العلاقة
بين البراغماتية وتعليم اللغة من حيث الكفاءة التواصلية التي تتضمن ثلاثة أنواع من
الكفاءات الأخرى من اختصاص النحوية grammatical
competence ، منهم:
1.
اختصاص الاجتماعي اللغوي sociolinguistic
competence المتعلقة الاجتماعية والثقافية معرفة
لغة معينة،
2.
اختصاص الخطاب discourse
competence التي ترتبط مع القدرة على صب فكرة جيدة،
3.
الكفاءة الاستراتيجية strategic
competence تتعلق قدرة على الكشف عن الأفكار من
خلال مجموعة متنوعة من الأساليب التي هي محددة في كل لغة.
[1]
Sami A. Hanna and other, Dictionary of Modern Linguistics; Engkish-Arabic.
(Beirut:Libraire du Liban, 1997).pg: 112.
[2]
Muhammad Ali Al-Khuldi, A Dictionary of Theoretical Linguistik. (Beirut:
Libraire du Liban, 1991).pg: 261.
[5]
Abdul Chaer dan Leoni Agustina, Sosiolinguistik Perkenalan Awal. (Jakarta: Rineka Cipta, 2010). Hal: 56.
[6]
Austin, J.L, How to do Things with Words. (Cambridge: Harvard University
Press, 1962).pg:100-102.
[7] Abdul
Chaer dan Leoni Agustina, Sosiolinguistik Perkenalan Awal………hal:59.
[8]
Kushartanti dkk, Pesona Bahasa, Langkah awal Memahami Linguistik.
(Jakarta: PT. Gramedia, 2007).hal:111.
assalamualaikum, mau nanya yah mas, itu bagian tadhminat atau impikatur di ambil dr buku apa yah?
BalasHapusterimakasih
Subhanallah.. Makasi byak akhi atas ilmunya..
BalasHapus